غير مصنف

توقعاتي.. باريس سيعبر بايرن ميونيخ.. ريال مدريد سيعبر بروسيا دورتموند

توقعاتكم؟


مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. تستعد جماهير كرة القدم لمواجهة من العيار الثقيل، حين يلتقي ريال مدريد مع بوروسيا دورتموند ضمن منافسات ربع نهائي كأس العالم للأندية. ورغم أن الصدام بين الفريقين ليس غريبًا على الساحة الأوروبية، إلا أن حضوره في المحفل العالمي يضفي عليه طابعًا خاصًا، حيث تتداخل فيه الخبرة بالقوة، والتاريخ باللحظة، والتكتيك بالمفاجأة.

    المثير في هذه القمة أن لا أحد يمكن اعتباره مرشحًا واضحًا للفوز. فلا النتائج السابقة تمنح الأفضلية لأي طرف، ولا الظروف الحالية تتيح قراءة سهلة للمشهد. ريال مدريد، ورغم اسمه الثقيل وقاعدته الذهبية من النجوم، سيواجه خصمًا يعرف كيف يعطّل آليته الهجومية، ويجيد اللعب على نقاط ضعفه. بينما دورتموند، الذي لا يملك نفس الرصيد من البطولات أو الأسماء، يمتلك ما يكفي من الشراسة والتنظيم والجرأة ليُسقط أي منافس مهما علا شأنه.

    ريال مدريد يدخل اللقاء بقيادة تشابي ألونسو، الذي ما يزال في بداية مشواره مع النادي، لكن أفكاره بدأت تترك بصمتها على الأداء العام للفريق. تشابي يعرف دورتموند جيدًا من خلال مواجهاته المتكررة معهم أثناء تدريبه لباير ليفركوزن، حيث تذوّق مرارة الهزيمة في أكثر من مناسبة. لم تكن الهزائم الأكبر في مسيرته من حيث النتيجة، لكنها كانت مؤشراً على أن دورتموند هو أحد أكثر الفرق التي أرهقته تكتيكيًا، وهو أمر لا يمكن تجاهله عند الحديث عن الاستعداد الذهني لهذه المواجهة.

    من الناحية الفنية، يتوقّع أن يعتمد ألونسو على مرونة تكتيكية كبيرة. التشكيلة المبدئية 4/2/3/1 تتحول في فترات الاستحواذ إلى 3/2/4/1، مع تراجع تشواميني ليُكمل ثلاثي الدفاع، ويمنح التغطية اللازمة عند صعود الأظهرة. هذا التحول يتيح للريال التقدم بخطوطه مع ضمان الحماية الخلفية، خصوصًا أمام فريق يجيد الانقضاض في المساحات كما يفعل دورتموند.

    الهجوم الملكي قد يشهد عودة مبابي كأساسي، وهو عنصر يضيف بعدًا جديدًا للحلول الهجومية. في حين يُنتظر من جود بيلينغهام أن يقدم واحدة من تلك الليالي الخاصة التي تميّز بها هذا الموسم، خصوصًا وهو يواجه الفريق الذي انطلق منه إلى العالمية.

    في المقابل، يدخل بوروسيا دورتموند المواجهة بهدوء يحسد عليه، وبخطة واضحة ترتكز على الانضباط الدفاعي واستغلال التحولات. نيكو كوفاتش، المدرب الألماني الذي يعرف كيف يُعدّ فريقه للمواعيد الكبرى، يعتمد على منظومة 4/2/3/1 بوجود نميشا وغراوس في المحور، وأديمي السريع في الجهة اليسرى، مع جيراسي كرأس حربة قوي وذكي في التمركز. الفريق الألماني يدرك تمامًا أنه لا يستطيع مجاراة الريال في الاستحواذ أو اللعب المفتوح، لكنه يعرف كيف يُعقّد الأمور عليه، وكيف يخلق فرصًا من لا شيء.

    عامل المفاجأة حاضر بقوة في هذه المواجهة، والتاريخ الحديث لا يميل بوضوح لأي من الطرفين. قد تكون خبرة لاعبي ريال مدريد عاملًا مرجّحًا في اللحظات الحاسمة، لكن التنظيم والانضباط الألماني كان دائمًا مفتاحًا لإسقاط الكبار، خاصة في مباريات تُحسم على جزئيات صغيرة.

    السيناريو الأقرب للتوقع أن تذهب المواجهة إلى ما بعد التسعين. الوقت الإضافي ليس احتمالًا بعيدًا، بل قد يكون أمرًا حتميًا إذا ما استمر التوازن والشد الذهني طيلة وقت المباراة. حتى ركلات الترجيح لا تبدو بعيدة في حسابات اللقاء، مما يجعل التحضير الذهني والنفسي بنفس أهمية التحضير البدني والتكتيكي.

    في نهاية المطاف، هي مواجهة لا تحتاج إلى ترشيحات أو تنبؤات. هي مباراة تعكس جوهر كرة القدم: لا يكفي أن تكون كبيرًا لتفوز، ولا أن تملك الأسماء لتتأهل، بل يجب أن تُبدع، أن تُقاتل، وأن تُجيد قراءة اللحظة. وفي ليلة كتلك، لا تُحسم الأمور إلا لمن يملك النفس الأطول… ما بعد التسعين.
    #المايسترو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى